[color=blue][size=18]حتى اكون صريح قراءة هذه القصة في احدى المنتديات وكانت من اروع القصص التي اعتقد انها ستعجب القارئ ولا راح تندمون على قرائتها
عموما هكذا القصة وهي عن
قصة مهادي القحطاني ومفرج السبيعي ( تحكي اصالة البادية )
هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية
كلها , ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي , لأن القصة بالغة التأثير
على السامع والراوي بنفس الوقت
يقول الراوي
مهمل المهادي من عبيدة من قحطان , وكان معروفاً في قبيلته , وذا رياسة فيها
. . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو
بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه , وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة
سبيع))(( القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره
في مرابع قبيلة سبيع التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي
تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها
أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه , واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم , وأقنعهم
بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً . . . وبهذا
العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه , وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن
أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر
أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة , ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه
الإكرام الذي يليق بهذا الضيف وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة
تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وهذا المهادي
يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم
. مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها , فقد رمته بسهم وابتعدت .
. فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة , فأهل مكة أدرى بشعارها
هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه
بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها
, والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر , فكما
يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى
رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم
فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير
الصبر
فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس
قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صدقوا روايته وهذا المهادي يتنقل من واحد
إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع , ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر
صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه من يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً
ثم يغير مجلسه , وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم
. الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . .
وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة , وكلما حاول البعض إزاحته عنه
نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه
أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته . . . وحينما أفاق المهادي من صرعه
المصنع , وهذأ القوم . . . وقام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي
. واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . .
وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي
جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة
لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها
فقال له الشاب : هانت ! أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط
البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال ! ! ! فدخلت وإذا
هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد
عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو
. . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله .
. أهي ضالتك . . . قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد
زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع
أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده
وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم
. . . فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد
له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة
التالية كان زواجهما , والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة
واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام
المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها
من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ
. من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . .
كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً
منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء , فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً
بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها
وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها
. بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . .
وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . . أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت
مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت
محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة
ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك
. . . طار صواب المهادي . . . فقال لها وأين ابن عمك قالت له هو مفرج((
السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت
له ولأنك ضيفنا
كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة
طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت
بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرم علي كما
تحرم أمي عليّ . . . ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم
لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً
هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس
لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم
يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر
مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت
تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي
وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن
الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته
القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال , ومسه الجوع . . . فلم يجد
سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل
ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي
يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل
فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير
من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ
من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس
وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب
مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر
وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها
وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً
وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت
بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام
معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء
كان مفرج
الأجـواد تجعـل نيلـها دون عرضـها
والأنـذال تجعـل نيلـها فـي رقابـها
]