هذا ما أمرنا الله به عزوجل في القرآن الكريـم ، الدعـوة إلـى الكلمـة الطيبـة: قال الله تعالى : ( وقولوا للناس حسناً) وقال سبحانه : (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) , وقال سبحانه: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ,وقال تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )
*كما وصانا به الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
كل سلامى عليه صدقة ، كل يوم ، يعين الرجل في دابته ، يحامله عليها ، أو يرفع متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة ، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ، ودل الطريق صدقة ) صحيح البخاري (ح2891 ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمةطيبة ) صحيح البخاري ( ح 6540 - 6023 ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجاتوإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم ) صحيح البخاري ( ح 6478 ) , وقال صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )صحيح البخاري ( ح 6135 – 6136 – 6138) , وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: " لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام) الترغيب والترهيب : 2/ 89
فلماذا لا نجعل حياتنا تشيع فيها الكلمة الطيبة والتعامل الحسن ، ونجعل ذلك شعارا لنا في حياتنا معا ؟
كثيرا ما نفسد حياتنا بتقليب ملفات الماضي ، فلماذا لا نتعلم أن ننسى ما مر في حياتنا من آلام وذكريات حزينة ؟
فلنطمس هذه الملفات ، ولنفتح ملفا جديدا عنوانه : ملف الحب والمودة والرحمة والصفح الجميل والخلق الحسن ..
*يقول الحق سبحانه وتعالى : ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ) الحجر 85
والصفح الجميل هو: الصفح بلا عتاب ، الصفح السالم من الحقد ، الخالي من الأذية القولية والفعلية، الصلح الذي لا يقابل فيه إساءة بمثيلتها ، إنه الصفح مع الإحسان ..
فكم نحتاج لمثل هذا الصفح في حياتنا ، وكم نحتاج لنتعلم من أدب الرسول صلى الله عليه وسلم , ونمنع أنفسنا من لحظة الصفح لأجل أن تستمر الحياة بهدوء وتحرمنا من العفو والسماح ، ومن قول الكلمة الطيبة ، إنها كلمة واحدة ، لا تحتاج مني ولا منك لتأشيرة سفر لكي تغادر موطنها وحدودها الجغرافية ، ولا تلزمني وتلزمك آداء مبالغ مالية لكي تصل لقلبك وقلبي وقلوب من حولنا ، فجربها لن يمنعك عنها إلا حالة واحدة أن تظل مصرا على احتفاظك بالكبر ، وحينها ستخسر الكثير بما فيهم أنا
جلست تحكي لي ووجدت بوحها هو بوح قلب نازف لامرأة قد تكون من بيننا وقد تكون أي مرأة أخرى تحمل ألف معاناة ومعاناة والف جرح وجرح وتعجز أمام خوفها ورهبتها أن تحمل جرأة الاعتراف لزوجها ، فيظل الصمت يقتلها لغاية ما تتحول لإنسانة تتحرك بجسد لا بروح ـ، وبنبض لا يجري دماء في العروق ..
كم نحتاج لمرأة تبوح ولا تنوح ، تبحث عن حل لمشاكلها وتتحدى ضعفها بقوة الطاقة التي بداخلها ، وتسعى لتحقق التغيير بدءا من نفسها قبل أن تطالب زوجها بذلك ,
وكم نحتاج لكي ينصت الرجل لمثل هذا البوح ويشعر به ، ويسعى أن يتغير ، ويحول حياته وحياة زوجته لموكب تضاء فيه الشموع وتزف فيه العرائس ، وتعل فيه الزغاريد وترسم فيه البسمات على الوجوه .
قلت لها وأنا ألملم أوراقي : كلاكما يحتاج لمثل هذا البوح لكي يعيش ، ولكي يشعر بانه سعيد
منقول